الألعاب الاولمبية
في العام 1984 كانت شعلة الاولمبياد تزداد توهجا في لوس
انجلوس بتوسع المشاركات فيها من شتى بقاع العالم ، ولكن ثمة مشاركة لم تأتي بعد !
حيث كان ذاك العام الأول لها في رؤية الشمس، ميلاد إسماعيل احمد إسماعيل الذي
ولأول مرة يكتب على أقدامه اسم السودان بفضية حاز عليها في سباق 800 متر، جاء نبأه
على عجل من بكين لتتزين به سماء السودان، 2008 كان عام للفرح أكثر .
اوليمبيا مدينة يونانية كان يقام فيها تنافس على بعض
أنواع الرياضات يأتي المشاركين فيها من جميع المدن اليونانية ، والجدير بالذكر
أنها لم تكن تقام من اجل الرياضة فحسب بل تشريفا للإله زيوس وبذا أخذت الطابع
الوثني. وبتعاقب الأزمان على قيام المنافسة في نفس المدينة (اولمبيا) نسبت التسمية
لها فأطلق عليها الألعاب الاولمبية التي ترجع بدايتها للعام 677 ق.م .
كانت الألعاب الاولمبية بمثابة مهرجاناً ينتظره الجميع
تتوقف فيه الحرب ويعم السلام ، ولم تدم المشاركة فيها قاصرة على اليونانيون فقط بل
توسعت أكثر لتشمل دولا أخرى ، وبان ذلك بوضوح ؛ بمبادرة قادها الفرنسي بيير كوبرتان
لإعادة تشكيل الألعاب الاولمبية بطريقة حديثة وفي العاصمة الفرنسية باريس عقد
مؤتمر، اختير فيه اليوناني ديمتريوس رئيسا للألعاب الاولمبية تقديرا لدور اليونان
وسبقها في الألعاب الاولمبية ، وأول دورة اولمبية أقيمت في نفس العام بأثينا .
وجود السودان في الألعاب الاولمبية جاء ميلاده بدعوة من
المؤتمر الاولمبي المقام بدمشق لاتحاد كرة القدم عام 1959م ، والذي بدوره دعا
الاتحادات الأخرى الموجودة آنذاك وهي (اتحاد كرة السلة والتنس الأرضي وتنس الطاولة
والملاكمة)، لاجتماع أقيم بمبنى الاتحاد تشاورا في مشاركة السودان في الاولمبياد
وخرج الاجتماع بالاتفاق على تكوين لجنة تمهيدية للجنة الاولمبية السودانية، مكونة
من شخصيات صاحبة اهتمام رياضي إضافة إلى ممثلي الاتحادات الرياضية. تكونت اللجنة
الاولمبية السودانية، ولكي تمنح حق المشاركة في الدورات الاولمبية كان لابد أن
تنال الاعتراف بها من اللجنة الاولمبية الدولية، الذي حصلت عليه في السادس من
يونيو 1959 .
في العاصمة الايطالية روما كانت أول مشاركة للسودان في
الدورة الاولمبية ، وتعتبر بداية قوية شارك فيها بمناشط ( الملاكمة، العاب القوى،
الرماية، كرة السلة ورفع الأثقال) فكانت انطلاقة تعبر عن رغبة في التمييز واثبات
الوجود .
نشطت اللجنة الاولمبية السودانية كثيرا في تلك الفترة
وسرعان ما اندمجت مع اللجان الإقليمية فكان انضمامها للجنة العربية في العام 1957م
واللجنة الإفريقية 1967. وبما أنها تتبع لتنظيم عالمي ينبذ التمييز بين البشر
وينشد قيم التسامح والحب والسلام والأخوة، تقوم بنشر هذه المفاهيم عن طريق
الرياضية كجزء أساسي من نشاطاتها.
ومنذ مشاركة السودان في الاولمبياد ، برز له أبطال في
ضروب الرياضة المختلفة ،خاصة في الدورة العربية الخامسة بدمشق 1976، حيث حقق فوزا
بالمركز الثالث بحصول البطل خليفة عمر على
ذهبية و محمد محمود على فضية في العدو، و في رمي الرمح حاز الكشيف حسن على ذهبية فيم
حاز حمد سليم على الفضية، وفي الوثب العالي جاء راجو جوزيف بالذهبية ، وجميع
الدورات الإقليمية التي شارك فيها السودان كان يحصد العديد من الميداليات خاصة
بألعاب القوى .
تحوي اللجنة الاولمبية السودانية على عدد من المناشط
نذكرها على النحو التالي (كرة السلة ، كرة اليد، كرة الطائرة، الكرة الشاطئية،
العاب القوى، السباحة، الشطرنج، الملاكمة، الكاراتيه، التايكوندو، الفروسية،
الشراع، الرماية، المصارعة، رفع الأثقال، الجودو، تنس الطاولة والتنس الأرضي و القوس
والسهم ) .
الفضية التي حاز عليها إسماعيل في بكين لم تكن انجازه
الأول ، فالميدالية الذهبية التي حصل عليها في الدورة المدرسية في عام 2000م ،
كانت شعلته الأولى التي لا تنطفئ أكثر في مشاركته حول العالم بأخريات ذهبيات
وفضيات وبرونزيات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق