حتى نعود إلى النور !!!
مصطفى حسين حسن
هل خرج المستعمر من بلادنا ؟
سؤال يبدو
للوهلة الأولى غير منطقي ولكن لو فكرت قليلاً ستجد الإجابة على هذا السؤال صعباً
نعم خرج المستعمر بنفسه من بلادنا ولكن لايزال فكره وعاداته وتقاليده هي ثقافة بعض
من شعوبنا العربية والإسلامية في مناحي الحياة المختلفة في عالم السياسة,
والإقتصاد, والاعلام, والتربية, وغيرها .
ففي عالم
الإقتصاد تتعامل البنوك ربوياً مما أثر ذلك على حياة الفرد والجماعة , والسبب في
ذلك تبني بعض النظريات الوضعية القاصرة في
نظرتها إلى مناحي الحياة المختلفة , فالنظريات كالرأسمالية , و الشيوعية التي فشلت
في الغرب موطن هذه النظريات نتجت عنه الأزمة الإقتصادية العالمية فانهارت
بلدان كاليونان , وإسبانيا.
سياسياً تبني
الحركات والتنظيمات السياسية بعض النظريات الفكرية الهدامة التي فشلت في الدول
العربية والإفريقية وخير برهان لذلك ثورات الربيع العربي , حيث فشل الشيوعيون ,
والقوميون والإشتراكيون والبعثيون من تحقيق طموحات شعوبهم (الحياة الكريمة, والعدالة
الإنسانية).تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيوعية فشلت حتى في روسيا منبع الشيوعية و
موطن روادها.
إعلامياً لم
يخرج الإعلام من دائرة المقلد للإعلام الغربي وخاصة الإعلام الجديد اذ أنها تقلد
تقليد الذي لا يرى ولا يسمع وما إنتشار المواقع الإباحية والمواضيع اللا أخلاقية في مواقع التواصل الإجتماعي
وتصويرها بأنها صورة من صور الرقي والتحضر خير برهان على ذلك.
تربوياً تأثر
بعض علماء التربية بالنظريات الغربية الغير علمية ,بل تروج لثقافة الإباحية كنظرية
التحليل النفسي لسيجموند فرويد والسلوكية لواطسون والنشوء والتطور لدارون الذي
يصور الإنسان كأنه حيوان مجرد الإرادة تتحكم فيه غرائزه الفطرية.
كل تلك الأسباب
جعلتني أطرح السؤال إذا خرج المستعمر من بلدنا ولكن ما زلنا نتبعه في أفكاره ونعيش
حياتنا بطريقته لا بطريقتنا هذا يعني أننا لم نتحرر تحرراً كاملاً .
ما معنى أن يخرج المستعمر من بلدنا وما زال يتحكم بعاداتنا
وتقاليدنا وثقافتنا بإسم المدنية والتحضر
.
لست ضد المدنية
بل من دعاتها ولكن ليس على حساب ديني ورسالتي في الحياة وهي تقوم على أسس ,
فالحضارة عندنا تقوم على أساس العدالة الإجتماعية المطلقة للإنسانيةِ أجمع وتتحقق
بالتحرر الوجداني المطلق ,والمساواة الإنسانية الكاملة, والتكافل الإجتماعي الوثيق
وفق منهج رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق