الأربعاء، 23 أبريل 2014

الشباب والموضة



الشباب والموضة 
( تجرد من الشخصية وضياع للهوية )
يعتبر الزي من الحاجات الاساسية للفرد فهو في نفس مستوي حاجته للمأكل والمأوي كما أن الأزياء تعتبر شعار الأمم ورمز تقدمها , وتطور مع تكيف الطبيعة حتي أصبح فن من الفنون الشعبية يدل علي ثقافة ودرجة رقي الأمة وعلي مستوي الحضارات ’ كما أن الزي في معظم الأحيان يعطي بعض المعلومات عن مرتديه  ومنها (حالته الاقتصادية وإلي أي طبقة إجتماعية ينتمي ) كما أنه يعطي صورة عن الحالة النفسية مثل (لبس الأسود دلالة علي الحزن, ولبس الأبيض دلالة علي الفرح) كما أنه يعطي أبعادآ تاريخية وثقافية لما فيه من الإبتكار والتقليد النابع من عوامل بشرية مجتمعة .
إنتشرت في الآونة الاخيرة ظواهر دخيلة علي مجتمعنا السوداني خاصة فيما يتعلق بالموضة والشباب من ملابس حتي أصبحت ظاهرة أشبه بالهوس وتعدت مجرد البحث عن الظهور بشكل جميل ومقبول وأصبح محور حياة الشاب السوداني الذي أضحي    " ضحية للموضة " ينحصر في التسوق وتقليد الثقافات الوافدة من الخارج ومنها :
_ السيستم :
بدأ في الانتشار بين الشباب مؤخرآ بصورة كبيرة وهو "بنطلون ناصل" أو "السيستم" كما يطلقون عليه وهي ظاهرة انتشرت في شوارع السودان وسط إستغراب وإستنكار الناس .
* أصله :
بدأ في السجون الغربية حيث يمنع إعطاء السجناء حزام مع البنطلون الواسع لمنعهم من الانتحار أو ضرب زملائهم , والغريب في الأمر أن بعض البلدان الغربية التي ظهرت فيها هذه الموضة تحاول منعها بفرض عقوبات علي مرتديها.
الطريف في الامر أنه ظهرت علي موقع الفيس بوك مجموعة أطلقت علي نفسها ( الحملة العربية لرفع بناطلين الشباب ) .
_ تيشيرت " أديني حقنة ":
وهي تيشيرتات ضيقة جدآ وذات أكمام قصيرة أقل من نص كم وأحيانآ تطلق علي التيشيرتات التي لا أكمام لها والتي أثارت حنق الكثيرين لأنها لاتمتم لمجتمعنا بصلة .
_ البنطلون الكباية :
وهي البناطلين التي تتسع في الأعلي وتضيق في الأسفل ولذلك سميت (كباية ) وقد إنتشر إنتشارآ واسعآ بين الشباب السوداني حتي أصبحت ظاهرة تعج بها الأسواق .
_ القمصان القصيرة :
وهي قمصان مخنصرة تضيق في منطقة الخصر وهي قصيرة جدآ في الغالب .
_ التيشيرتات المكتوب عليها :
وهي تيشيرتات مكتوب عليها جمل وكلمات باللغة الانجليزية وأغلب مرتديها لايفهمون ما المكتوب فيها والمقصود منها ولكن يعتبرونها موضة جديدة ومواكبة للعصر , وأحيانآ يكون مرسوم عليها إحدي الشخصيات مثل الفنانين العالميين وغيرهم من المشاهير .
_ الشورت :
إنتشرت ظاهرة إرتداء الشورت بين الشباب بصورة واضحة لتقاليد غربية إعتاد شبابنا علي مسايرتها بحجة الموضة وهي أزياء ليس لنا يد في صناعتها ولانرضي إرتداؤها , حيث أنهم يتجولون بها في الأزقة والشوارع والطرقات العامة دون حرج مبررين ذلك بسخونة الجو وأنها تصلح لهذا الجو بغض النظر عما تعكسه من ثقافة دخيلة علي مجتمعنا .
_ الألوان الصارخة :
درج الشباب هذه الأيام علي إرتداء قمصان بألوان زاهية وملفتة كانت مقتصرة في السابق علي الفتيات , حيث أصبحو يرتدون ( الاحمر, الاصفر,البرتقالي , الوردي ...) وغيرهم من الألوان الصارخة التي لاتتناسب مع طبيعتهم.

* فهل هذه الموضة تعتبر تقدم وتحرر أم انه الطريق نحو طمس هويتنا الثقافية والخروج عن عاداتنا وتقاليدنا السودانية ؟؟ وما رأي  الشباب في ذلك ؟؟

وبسؤال العديد من الشباب عن رأيهم في الموضة جاءت الاجابات كالتالي :
_ عبد العزيز فضل ( 18 سنه _طالب بجامعة الخرطوم ) أجاب " إن إتباع الموضة ليس بالامر السئ فنحن يجب أن نواكب تطورات العصر , كما أن الموضة لاتعني الاستغناء عن الجلابية والازياء القومية لكن لكل مكان متطلباته فلا يمكن إرتداء الجلابية في الجامعه او العمل " .
_ أحمد فيصل (29 سنة _ موظف ) إبتدر حديثه قائلآ : " الموضة أصبحت جزء لايتجزأ من حياة الشباب , فكما تتبع الفتيات أحدث خطوط الموضة يحق للشباب أيضآ إتباع الموضة علي أن لاتتعدي الذوق العام وأن لاتكون مجرد تقليد أعمي للغرب , فليس هناك حرج في إرتداء ماهو مناسب مع ثقافاتنا " .
_ يوسف عبد الله ( 33 سنة _ بائع ) إستنكر ظاهرة الموضة المنتشرة هذه الايام قائلآ : " إن الشباب هذه الايام يبالغون في إرتداء الازياء التي لاتشبه السودان ولا السودانين خاصة التيشيرتات الضيقة وذات الاكمام القصيرة التي تشبه ملابس الفتيات أكثر من كونها رجالية , والبناطلين السيستم بمنظرها غير اللائق والتي انتشرت بصورة كبيرة بين شباب الجامعات" .
_ عمر يس طه (24 سنة _ خريج جامعة السودان ) اجاب قائلآ : " لايوجد شاب لايهتم بالموضة فهي أصبحت دلاله علي التحضر والرقي , ومواكبة الموضه ضرورة يفرضها العصر الحديث ولايوجد حرج في إرتداءها كما أنها تعتبر من الحريات الشخصية وتعبر عن شخصية الفرد , والزي القومي كالجلابية لاتصلح لكل المناسبات وغالبآ يقتصر إرتداؤها علي الاعياد في السودان وصلاة الجمعة " .
    ويري بعض إختصاصي علم النفس والاجتماع أن الشباب بصفة عامة والمراهقين بالخصوص يبحثون عن التفرد والبروز وجلب الإنتباه والحصول علي القبول الاجتماعي , وأن الاهتمام بالمظهر الخارجي هو شكل من أشكال التعبير والتواصل يعكس جوانب من شخصية الفرد , كما أن الشباب أصبح أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية بسبب إنتشار وسائط الاعلام المتنوعة وبالتالي فليس من الغريب أن يكون ضحايا الموضة أغلبهم من المراهقين والشباب .
من الصعب الوصول في هذا الموضوع إلي إستنتاجات جازمة ذلك أن الامر ذو أوجه متعددة قد تصل إلي حد التناقض , فلا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الاعتناء بالمظهر الخارجي ولا يمكن أيضآالجزم بأن الزي مجرد شكل لايعكس باطن الانسان , فهناك نظريات نفسية تؤكد أن إختيار ملابس وألوان معينه يعكس شخصيات مختلفة , فرغم إختلاف وتعدد وجهات النظر فيما يتعلق بمدي الاهتمام بالموضة وإتباعها فإن مايتفق عليه الجميع في الاهتمام بمظهرهم و"ضحايا الموضة " أنفسهم , هو الاعتدال وإحترام الضوابط الاجتماعية وعدم التعدي علي حرية وشخصية الاخر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق