وطني قصة عشق أبدي
رشيدة آدم
عشق
يتجدد في دواخلنا عبر العصور كجريان نهر ينساب ماءه سلسبيلاً رقراقاً ,عشق نتوارثه
جيل بعد جيل , يعيش فينا ويسكننا قبل أن نسكنه , نحيا به حباً وإرتباطاً مقدساً لن
يحله المصاعب والتحديات مهما توالت , إنه الوطن رمز الهوية والإنتماء والمستقر
والامان .
من منا لا
يتفاخر عزةً عندما تذكر الأوطان .. من منا لا يذوب حباً وتفانياً من أجل الوطن..
وكيف لا تكون أوطاننا هي أول قصة حب نعشها ونظل نحِنُ إليها مهما باعدتنا الأيام
وغربتنا الظروف . كم من أُمم رُفِع قدرها
وقدر بلادها بحب الوطن والتشبع بروح الوطنية فقد قيل "من شب على شئ شاب عليه
" برأيي أن الوطنية وحب الوطن سمة تغرس
فينا منذ النشأة فنشب عاشقين للاوطان ونشيب عشقاً لها بل ونكون مستعدين لتقديم
المُهج والأرواح في سبيلها .
إتهام كبير توجهه
الأجيال السابقة إلي جيلي في أنهم ليسوا بالقدر من الوطنية التي كانوا عليها وما
يزالوا , وأنهم ليسوا بذلك القدر من الإهتمام الذي كانت الأجيال السابقة توليه
للوطن , كشابة من جيل اليوم أعترف بصحة هذا الإهتمام إذ أنّ الشباب اليوم دائماً
ما يخلط في نقاشاته بين الوطن الكيان وبين الحكومات التي تتعاقب على إدارة شئوون
الحكم وهذا بالطبع كارثة كبرى, فعندما يسخط أحدنا من ضنك العيش يبدأ بتوجيه
أقسى العبارات في حق الوطن . والصواب أنه
لا ذنب لهذا الوطن في كل ما نتعرض له من ازمات بل الذنب هو ذنب إنسان الوطن الذي
عليه تغيير نفسه اولاً حتى يغير مصيره ومستقبله والمصيبة الأكبر اننا كشباب لا
نولي نشيدنا القومي إحترامه المستحق فلا نقف عندما ينشد ولا نهتم بنطق كلماته
صحيحةً بل ونتابع كل صباحٍ تلاميذ المدارس وأطفال الرياض يكررون نفس الخطأ دون
أدنى توجيه من المعلمين .
فليتنا
نعطي هذا الوطن حقه ومستحقه ونحفظ قدسيته إنتماءً أساسيا منفصلاً عن كل الإنتماءات
والترفعات وليتنا نرتقي بأفئدتنا حباً له ونسموا بتفكيرنا دفاعاً عن كيانه . عشت
يا وطني عزيزاً خالداً عالياً بين الأُمم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق